مركز إسرائيلي: الصدمة النفسية لهجوم 7 أكتوبر ستكلف البلد غاليا وتهدد مستقبل قواه العاملة

Published On 23/12/2025|آخر تحديث: 13:08 (توقيت مكة)لا تقتصر خسائر الحروب على الدمار المادي والإنفاق العسكري المباشر، بل تمتد آثارها العميقة إلى الصحة النفسية للمجتمعات، وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد.ويكشف تقرير حديث وصادم صادر عن مركز "ناتال" الإسرائيلي، أن الصدمة النفسية الناجمة عن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من حرب، ليست مجرد أزمة إنسانية، بل هي قنبلة اقتصادية موقوتة تهدد رأس المال البشري والنمو المستدام لسنوات طويلة قادمة.أكثر من 600 ألف إسرائيلي سيعانون من آثار نفسية تعيق قدرتهم على العمل أو التعلم، مع عشرات الآلاف ممن قد تتطور لديهم أعراض حادة تتطلب تدخلا علاجيا طويل الأمدومركز "ناتال" هو منظمة غير ربحية تقدم العلاج والدعم النفسي والعاطفي لضحايا الصدمات الناتجة عن الحرب والعنف.وتناولت الصحفية مايان هوفمان النتائج التي توصل إليها المركز الإسرائيلي في مقال نشره موقع "واي نت" الإلكتروني التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، نقلا عن الموقع الأميركي "ذا ميديا لاين".وذكرت هوفمان -وهي صحفية في موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي المستقل- أن إسرائيل ستواجه فاتورة باهظة تُقدر بنحو 500 مليار شيكل (حوالي 160 مليار دولار) خلال 5 سنوات، تشمل نفقات مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بتداعيات الصدمة النفسية.وأشارت إلى أن التقرير يؤكد أن الجزء الأكبر من هذه الكلفة لا يظهر فورا في الموازنات الحكومية، بل يتجسد تدريجيا في تآكل رأس المال البشري، وتراجع الإنتاجية، وارتفاع معدلات المرض والعنف والإدمان.إسرائيل ستواجه فاتورة باهظة تُقدر بنحو 500 مليار شيكل (حوالي 160 مليار دولار) خلال 5 سنوات، تشمل نفقات مباشرة وغير مباشرة مرتبطة بتداعيات الصدمة النفسية.ويوضح التقرير أن الكثير من العاملين خاصة في الفئة العمرية 25-38 عاما، التي تشكل عصب القوة العاملة، باتوا غير قادرين على العمل بكفاءة، أو هجروا تخصصاتهم العالية القيمة (مثل الهندسة) لصالح مجالات لا تتطلب جهدا كثيرا نتيجة الإنهاك النفسي.وأفادت هوفمان بأن تقرير "ناتال" يحذر من قفزة غير مسبوقة في معدلات اضطراب ما بعد الصدمة في إسرائيل، قد تصل إلى نحو 30% من السكان، وهو رقم يفوق بكثير المتوسط العالمي. إعلان كما يُقدَّر أن أكثر من 600 ألف إسرائيلي سيعانون من آثار نفسية تعيق قدرتهم على العمل أو التعلم، مع عشرات الآلاف ممن قد تتطور لديهم أعراض حادة تتطلب تدخلا علاجيا طويل الأمد.ولا تقف التداعيات عند حدود الاقتصاد الرسمي، كما تقول هوفمان، مضيفة أن التقرير يشير إلى ارتفاع حاد في حوادث الطرق القاتلة والعنف الأسري وتعاطي المواد المخدرة واستخدام المهدئات والأفيونات، فضلا عن زيادة مقلقة في أمراض القلب والسكتات الدماغية المرتبطة بالإجهاد النفسي.ويلفت معدّو التقرير إلى أن هذه الظواهر ليست طارئة، بل تشكل نمطا تكرر بعد حروب سابقة، مما يعزز مصداقية التوقعات الحالية.في المقابل، يقدّم التقرير -بحسب كاتبة المقال- رؤية بديلة تقوم على الاستثمار المبكر في الصحة النفسية باعتباره خيارا اقتصاديا رشيدا. ويستند في ذلك إلى دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تُظهر أن كل دولار يُنفق على علاج القلق والاكتئاب يمكن أن يحقق عائدا يصل إلى 4 أضعاف عبر تحسين الإنتاجية وتقليص الكلف المستقبلية. بيد أن عدم الاستثمار في هذا المجال يؤدي إلى نتائج معاكسة تماما.ويدعو التقرير إلى إصلاحات هيكلية تشمل توسيع خدمات الصحة النفسية المجتمعية، ودمج العلاج النفسي بإعادة التأهيل المهني، وتعزيز التنسيق الوطني بين المؤسسات المختلفة، إلى جانب إدماج مفاهيم "العمل الحساس للصدمة" في أماكن العمل والتعليم والرعاية الصحية.ويخلص التقرير إلى أن كلفة الصدمة النفسية لا تكمن فقط فيما يُنفق على العلاج، بل فيما يُهدر من طاقات بشرية، وما يُفقد من فرص نمو. وبينما لا تزال إسرائيل في "المرحلة الحادة" من الأزمة، يرى معدّو التقرير أن التدخل السريع يمكن أن يحول دون تحوّل الصدمة إلى عبء اقتصادي واجتماعي مزمن يثقل كاهل الدولة لعقود مقبلة.يشار إلى أن معظم الدراسات التي تناولت الأثر النفسي لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكدت أن الحدث أفرز نموذجا معاصرا لاضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يظهر إثر التعرض لحدث مرهق أو مرعب وغير متوقع، وتنعكس آثاره بوضوح على كل من الفرد والمجتمع.الحدث أفرز نموذجا معاصرا لاضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يظهر إثر التعرض لحدث مرهق أو مرعب وغير متوقع، وتنعكس آثاره بوضوح على كل من الفرد والمجتمع.وفي ورقته العلمية التي نشرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، يرى الخبير في الدراسات المستقبلية والاستشرافية الدكتور وليد عبد الحي أن ظاهرة الانتحار تعد إحدى أبرز النتائج المحتملة لهذا الاضطراب، إذ شكلت محور اهتمام لدى علماء النفس والاجتماع والأطباء.وتكشف البيانات عن تصاعد معدلات الانتحار بين عناصر الجيش الإسرائيلي بعد هجوم حركة حماس، مما يفرض ضرورة دراسة هذه الظاهرة في ضوء النظريات النفسية والاجتماعية، خاصة أن إسرائيل تتصدر دول الشرق الأوسط في معدلات الانتحار.المصدر: الصحافة الأميركية + واي نت
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

رسائل من "براك" لإسرائيل وسوريا وإيران
منذ ثانية واحدة



