بيت لحم تستعيد بهجة عيد الميلاد بعد عامين من الصمت بسبب حرب غزة

تطوف فرق الكشافة شوارع بيت لحم، الأربعاء، إيذانا بانطلاق احتفالات عيد الميلاد في المدينة الواقعة بالضفة الغربية، بعد عامين خيمت عليهما حرب غزة التي حرمت مسقط رأس السيد المسيح – وفق المعتقد المسيحي – من أجواء الاحتفال. وبدت المدينة الواقعة جنوب الضفة الغربية هذا العام أكثر نشاطا وحيوية، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يواجه مئات الآلاف هناك برد الشتاء القارس وهم في خيام مهترئة أو منازل مدمرة. وفي الفاتيكان، يعتزم البابا لاوون الرابع عشر ترؤس أول قداس عيد ميلاد له عند الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش في كاتدرائية القديس بطرس، بعد دعوته إلى "24 ساعة من السلام في العالم أجمع". "أمل" في بيت لحم، امتزجت أصوات الطبول ومزامير القِرَب التي تعزف تراتيل ميلادية شهيرة، مع مشهد المسيحيين – كبارا وصغارا – المتجهين نحو وسط المدينة وساحة المهد. واعتبرت ميلاغروس إنسطاس (17 عاما)، من كشافة الساليزيان في بيت لحم، أن "اليوم مليء بالفرح، لأننا لم نكن قادرين على الاحتفال سابقا بسبب الحرب". الحكومة الإسرائيلية تصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية ويشكل المسيحيون أقلية في الأراضي المقدسة على غرار بقية دول الشرق الأوسط، إذ يبلغ عددهم نحو 185 ألفا في إسرائيل، و47 ألفا في الأراضي الفلسطينية. وشهد شارع النجمة الضيق – المؤدي إلى كنيسة المهد – مسيرة شارك فيها المئات، وصولا إلى ساحة المهد التي اكتظت بالمحتفلين، فيما تابع آخرون المشهد من شرفات مبنى البلدية. وتوسط الساحة شجرة ميلاد كبيرة مزينة بكرات حمراء وذهبية، أضفت مزيدا من البهجة على الأجواء. وتعود كنيسة المهد إلى القرن الرابع، وقد شيدت فوق مغارة يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح ولد فيها قبل أكثر من ألفي عام. وقالت كاتياب عمايا (18 عاما)، وهي من أعضاء الكشافة أيضا، إن عودة الاحتفالات تمثل رمزا مهما لبقاء المجتمع المسيحي في المنطقة، مضيفة: "هذا يمنحنا أملا بأن المسيحيين ما زالوا يحتفلون ويحافظون على التقاليد". "إخوتنا وأخواتنا في غزة" أثناء حرب غزة الأخيرة، اكتفت بلدية بيت لحم بمراسم دينية بسيطة، مراعاة للأوضاع المأساوية هناك. وأوضحت عمايا أن هذه الاحتفالات تمثل "أملا لشعبنا في غزة... بأنهم سيحتفلون يوما ما ويعودون للحياة". وفي ساعات النهار، وصل بطريرك اللاتين في القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى بيت لحم استعدادا لترؤس قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة المهد، وقال أمام المئات: "أوصل لكم التحيات والصلوات من إخوتنا وأخواتنا في غزة". وكان بيتسابالا قد زار القطاع في عطلة نهاية الأسبوع، وأقام قداس عيد الميلاد في رعية العائلة المقدسة بمدينة غزة يوم الأحد. ويذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس – برعاية أمريكية وقطرية ومصرية وتركية – دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن المعاناة لا تزال قائمة، مع تبادل الاتهامات بخرق الاتفاق. "مكان مميز جدا" ويأمل سكان بيت لحم أن تعيد احتفالات عيد الميلاد الحياة إلى مدينتهم وتشجع الحركة السياحية التي يعتمد عليها اقتصادها بشكل أساسي. وتسببت حرب غزة في عزوف السياح عن المدينة، باستثناء أعداد ضئيلة، كما ساهمت في ارتفاع معدلات البطالة. غير أن الزوار المسيحيين بدأوا خلال الأشهر الماضية العودة تدريجيا إلى بيت لحم. ويقول جورج حنا، من بيت جالا المجاورة: "بيت لحم مكان مميز جدا، نريد أن تصل رسالتنا إلى العالم كله، وهذه هي الطريقة الوحيدة". وختم بقوله: "نأمل أن نتمكن من الاحتفال، وأن يكون الأطفال سعداء، فهذا هو العيد بالنسبة لنا". فرانس24/ أ ف ب
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً




