أمر واحد يفعله «ترامب» في 2026 ينعش الاقتصاد العالمي ويسحق التضخم

يرى تحليل أجراه دانيال هارنبرغ، كبير الاقتصاديين في مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، هذا الأسبوع، أن الرئيس دونالد ترامب يمكنه تعزيز الاقتصاد العالمي بنسبة 0.5 نقطة مئوية إذا تفاوض على إلغاء تعريفات “يوم التحرير” من خلال إبرام اتفاقات تجارة حرة مع دول أخرى.

تعريفات ترامب والاقتصاد العالمي

ولا يوجد ما يشير إلى أنه سيتم إلغاء الرسوم الجمركية فجأة، لكن الورقة سلطت الضوء على التأثير الشديد الذي أحدثته على الاقتصاد العالمي.

وخلص التحليل إلى أن المستهلكين الأمريكيين سيشهدون انخفاضًا في التضخم في السنوات المقبلة إذا تم إلغاء الرسوم الجمركية. إذ بإمكان الرئيس دونالد ترامب إنعاش الاقتصاد العالمي والقضاء على التضخم بسرعة. وكل ما يتطلبه الأمر هو إلغاء سياسته الاقتصادية الرئيسية.

ووجد التحليل أن إلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب هذا العام سيدفع الاقتصاد العالمي للنمو بمعدل 3% في عام 2026 و3.4% في عام 2027. مقارنةً بـ 2.7% و2.9% في حال عدم حدوث أي تغيير.

وهذا يمثل زيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية سنويًا، مع خفض التضخم بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.

لم يبدِ ترامب أي مؤشر على نيته إلغاء أو التفاوض بشأن الرسوم الجمركية التي يُفضلها. لكن تحليل هارنبرغ سلط الضوء على الآثار المحتملة إذا شهد عام 2026 مفاجأة أخرى تُضاهي صدمة السياسة التجارية التي شهدها عام 2025.

الرسوم الجمركية الأمريكية

في هذا السيناريو، قد يعقد ترامب اتفاقات مع دول أخرى لإلغاء الرسوم الجمركية قبل انتخابات عام 2026.

وكتب هارنبرغ: “في سيناريونا المتفائل للغاية، يسعى الرئيس ترامب إلى إبرام سلسلة من الاتفاقيات التجارية الثنائية لخلق زخم إعلامي إيجابي قبل انتخابات التجديد النصفي القادمة. وبعد عام من ” يوم التحرير “، تبدأ الإدارة الأمريكية بخفض الرسوم الجمركية الأمريكية إلى مستويات نهاية عام 2024”.

رسوم ترامب الجمركية والتضخم

من المرجح أن تبقى الرسوم الجمركية سارية في الوقت الراهن. لكن التضخم قد ينخفض ​​والنمو قد يشهد انتعاشًا ملحوظًا إذا ما ألغى ترامب أو أي إدارة لاحقة هذه السياسات.

وأوضح أن التحرر من “يوم التحرير” لن ينعش التجارة العالمية فحسب، بل سيساعد أيضًا في تخفيف الأعباء المالية على ميزانيات الأسر الأمريكية.

في الوقت نفسه أظهر التحليل أنه سيخفض مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.4 نقطة مئوية سنويًا حتى عام 2029.

ورغم أن التراجع المفاجئ عن الرسوم الجمركية أمر مستبعد، إلا أنه من المرجح أن تنخفض مستويات ضرائب الاستيراد تدريجيًا على المدى الطويل.

واستنادًا إلى تحليل من مختبر ييل للميزانية، أشار هارنبرج إلى أن معدلات الرسوم الجمركية الأمريكية تميل تاريخيًا إلى الانخفاض على المدى البعيد، وأن هذا الاتجاه قد يعود للظهور في السنوات القادمة.

بعبارة أخرى، قد تثبت رسوم ترامب الجمركية أنها مجرد تقلب مؤقت إذا عادت السياسة التجارية الأمريكية إلى مسارها السابق.

سوق الأسهم العالمية

مع ذلك، بدأت حملة التعريفات الجمركية التي أطلقها الرئيس ترامب في أبريل تحت مسمى “يوم التحرير” بداية كارثية.

ففي البداية، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بشكل حاد بأكثر من 10%، حيث توقع معظم مستثمري وول ستريت سياسة تعريفات جمركية أبطأ وأكثر تدرجًا.

ثانيًا، تورطت الولايات المتحدة في العديد من النزاعات التجارية، أبرزها مع ثاني أكبر اقتصاد، الصين.

وكان السبب الرئيس لانخفاض سوق الأسهم هو حالة عدم اليقين المتزايدة. هل ستبقى الرسوم الجمركية عند مستويات مرتفعة للغاية؟ وهل ستجلس الصين على طاولة المفاوضات؟ وهل ستؤدي الرسوم الجمركية إلى التضخم؟

بينما كان المستثمرون يتأملون ما سيحدث لاحقًا، قرر معظمهم البيع أولًا ثم طرح الأسئلة لاحقًا.

كما هو الحال غالبًا في وول ستريت، تحول الذعر إلى فرصة. فبعد أن محيت أكثر من 8 تريليونات دولار من سوق الأسهم الأمريكية في غضون أيام. بدأ الرئيس ترامب وفريقه الاقتصادي بتعليق الرسوم الجمركية على الدول الراغبة في التفاوض.

رغم أن بعض الدول قاومت في البداية، فإن معظم أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين وافقوا في النهاية على التفاوض.

منذ ذلك الحين، تجاوزت السوق ما يعرف بـ”جدار القلق” ويتداول حاليًا عند أعلى مستوياته على الإطلاق.

مؤشر التضخم العالمي

الرابط المختصر :