مشهد يختزل الصمود.. أول قداس لعيد الميلاد في غزة بعد وقف إطلاق النار

أُقيم قدّاس عيد الميلاد في كنيسة "العائلة المقدسة – دير اللاتين" بمدينة غزة، اليوم الأحد، في أجواء وُصفت بالهادئة والمهيبة، وبحضور محدود اقتصر على عدد من أبناء الطائفة المسيحية ورجال الدين، في ظل الظروف الإنسانية والأمنية التي لا تزال تخيّم على القطاع.
ويُعد هذا القداس الأول من نوعه منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد أشهر طويلة من تعليق الشعائر الدينية الجماعية نتيجة القصف الإسرائيلي والنزوح الواسع الذي طال مناطق مختلفة من غزة، بما فيها محيط الكنيسة.
وترأس القداس بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، الذي وصل إلى القطاع خصيصًا للمشاركة في الصلاة.
ووفق ما أفادت به مصادر كنسية، فقد خُصّصت الصلوات خلال القداس لأرواح شهداء الحرب من الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين.
ورُفعت أدعية خاصة من أجل السلام، ووقف العنف، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وشفاء الجرحى، وفك الحصار عن القطاع.
بطريرك اللاتين في القدس بترأس قداس الأحد بكنيسة العائلة المقدسة في قطاع غزة pic.twitter.com/ZAqH9ECDSS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 21, 2025
وكانت كنيسة "العائلة المقدسة" قد تحولت خلال العدوان الإسرائيلي إلى ملجأ لعشرات العائلات النازحة. كما تعرض جزء من مرافقها لأضرار خلال القصف، ما جعل إقامة القداس بحد ذاته رسالة صمود واستمرار للحضور المسيحي في غزة.
ويُقدَّر عدد المسيحيين في قطاع غزة ببضع مئات فقط، معظمهم من الطائفة الأرثوذكسية والكاثوليكية، ويتمركزون في مدينة غزة، ويواجهون، شأنهم شأن باقي السكان، ظروفًا معيشية وإنسانية قاسية بفعل الحرب والحصار المستمرين.
وخلال أشهر العدوان الإسرائيلي على غزة، أصابت قذائف وانفجارات قريبة مباني مجاورة للكنيسة، ما أدى إلى تضرر أجزاء من مرافقها الخارجية، وتحطّم نوافذ، وتشققات في بعض الجدران كما تعرّض محيط الكنيسة لقصف متكرر، ما جعلها منطقة غير آمنة لفترات طويلة.
وفي إحدى الغارات، أُصيب عدد من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا قد لجأوا إلى محيط الكنيسة بحثًا عن مأوى، فيما أكدت مصادر كنسية أن الكنيسة كانت تؤوي عشرات العائلات النازحة، من مسيحيين ومسلمين، في فترات متقطعة من العدوان، بعد تدمير منازلهم أو اضطرارهم للنزوح القسري.
وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الاعتداءات الإسرائيلية على الكنائس والممتلكات المسيحية في فلسطين التاريخية، سواء في القدس المحتلة أو الضفة الغربية أو قطاع غزة، في سياق أوسع من التوترات السياسية والعسكرية والانتهاكات بحق أماكن العبادة، لا سيما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقد وثّقت بطريركية الروم الأرثوذكس وبطريركية اللاتين في القدس تزايد الاعتداءات على رجال الدين والمصلين، خصوصًا في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة.
وشملت هذه الاعتداءات البصق على الكهنة، ومنع الوصول إلى الكنائس خلال الأعياد، والاعتداء اللفظي والجسدي من قبل مستوطنين، إضافة إلى محاولات فرض قيود أمنية على دخول المصلين المسيحيين، لا سيما خلال عيد الفصح وأحد الشعانين.
وخلال عامَي 2022 و2023، سجلت منظمات مسيحية محلية ودولية عشرات الحوادث التي استهدفت ممتلكات كنسية في القدس، من بينها تخريب شواهد قبور في مقبرة جبل صهيون، وكتابة شعارات عنصرية على جدران كنائس وأديرة، وإحراق متعمد لأبواب أو ساحات تابعة لمؤسسات دينية مسيحية، دون محاسبة فعالة للمتورطين وفق ما أكدته تقارير كنسية.
وفي الضفة الغربية، تعرّضت كنائس ومزارات مسيحية في بيت لحم ورام الله وقرى محيطة لاعتداءات من مستوطنين، شملت رشقًا بالحجارة، وتخريبًا للممتلكات، ومحاولات اقتحام، إضافة إلى إغلاق طرق تؤدي إلى الكنائس خلال المناسبات الدينية، في ظل تصاعد عنف المستوطنين منذ عام 2021.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





