قضية إبستين: ضحايا ونواب يوجهون انتقادات حادة للإدارة الأمريكية بسبب نشر جزئي ومنقح للملفات

انتقد نواب وضحايا للمجرم الجنسي جيفري إبستين الإدارة الأميركية، انتقادا لاذعا بسبب إقدامها على نشر جزء لا غير من ملفات القضيّة العديدة، مع تمويه الصور وتنقيح النصوص في أغلب الأحيان. وكانت وزارة العدل قد باشرت الجمعة نشر آلاف الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المرتبطة بالتحقيق في قضية إبستين، في خضم لحظة تحمل حساسية شخصية وسياسية هائلة بالنسبة إلى ترامب. وقالت واحدة من ألف ضحية مفترضة للممول الثري وهي مارينا لاسيردا محتجة "نشعر بخيبة أمل كبيرة". ووُجد جيفري إبستين ميتا في زنزانة في سجن في نيويورك في العام 2019، وعُرف بعلاقاته مع كبار رجال الأعمال والمشاهير، بمن فيهم الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب وسلفه الديمقراطي بيل كلنتون. وتساءلت لاسيردا عبر شبكة سي إن إن، "لماذا لا نستطيع بكل بساطة الكشف عن الأسماء التي يجب الكشف عنها"، معربة عن أسفها لإخفاء هوية العديد من الأفراد المذكورين في هذا الملف. اقرأ أيضاإدارة ترامب تستعد لنشر جزء من ملفات إبستين مع انتهاء المهلة القانونية المحددة وكان الرئيس دونالد ترامب صديقا مقربا لإبستين، اذ كانا يترددان على الأوساط الاجتماعية ذاتها في بالم بيتش ونيويورك خلال التسعينات، وكانا يظهران معا في الحفلات لسنوات. وقطع ترامب علاقته بإبستين قبل سنوات من توقيفه في العام 2019، ولم يتهم بارتكاب أي مخالفات في القضية. ومع ذلك، لم يتم نشر كل شيء قبل منتصف ليل الجمعة كما هو منصوص عليه بموجب قانون الشفافية. وتم تنقيح العديد من الملفات، مثل وثيقة مرتبطة بمحكمة نيويورك تم حجبها بالكامل. وتضمنت المجموعة الضخمة من الوثائق سبع صفحات تحتوي على أسماء 254 "مدلكة" تم حجبها بالكامل بحجة "حماية معلومات ضحية محتملة". "وزارة العدل تتستر على رجال نافذين"؟ وقال النائب الديمقراطي رو خانا في منشور على منصة إكس، "تستمر وزارة العدل الأمريكية في التستر على رجال نافذين اعتدوا على فتيات صغيرات أو اغتصبوهن أو شاركوا في حفلات حيث تمّ استعراض هؤلاء الفتيات الصغيرات وإساءة معاملتهن". وتكررت هذه الانتقادات على لسان كل من النائب الجمهوري توماس ماسي والنائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين التي كانت حليفة لترامب وانفصلت عنه بسبب افتقاره للشفافية في هذه القضية. وقالت غرين في منشور على منصة إكس، "ليس الهدف حماية الأشخاص الذين يتمتعون بنفوذ سياسي". من جانبها، رفضت وزارة العدل هذه الانتقادات. وقال نائب وزير العدل تود بلانش في حديث لشبكة "إيه بي سي"، "لا توجد نية لحجب أي شيء لمجرد أنّه يتضمن أسماء دونالد ترامب أو شخص آخر مثل بيل كلينتون". غير أن وسائل إعلام أشارت إلى أنه تم حذف 12 صورة على الأقل من الملف بعد نشرها لفترة وجيزة. هل قاموا بإخفاء معلومات؟ وقد تعهدت وزارة العدل السبت، عبر منصة إكس، بـ"الاستمرار في تحليل وتنقيح الصور والوثائق الأخرى وفقا للقانون... بناء على المعلومات الجديدة التي نتلقاها". وقالت جيس مايكلز وهي ضحية مفترضة لإبستين، في حديث إلى شبكة سي ان ان، إنّها لم تتمكن من العثور على أي سجل للإفادات التي أدلت بها للشرطة الفدرالية. كذلك، أعربت المعارضة الديمقراطية عن قلقها إزاء إزالة إحدى الصور النادرة للرئيس دونالد ترامب بعدما نُشرت الجمعة. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، "إذا قاموا بإخفاء هذه المعلومات، تخيّلوا ما يحاولون إخفاءه... قد تكون هذه إحدى أكبر عمليات التستّر في التاريخ الأميركي". ولاحظت وكالة الأنباء الفرنسية أنّ إطارا تظهر فيها مجموعة صور مبعثرة على قطعة أثاث وداخل دُرج، من بينها صورة للرئيس الحالي، لم تعد متاحة السبت. وكان دونالد ترامب وبيل كلينتون على صلة بجيفري إبستين، ولكنهما أكدا أنّهما لم يعرفا شيئا عن جرائمه وقطعا علاقتهما به قبل أن تبدأ التحقيقات معه. صور مشاهير في ملفات إبستين من ناحية أخرى، تضمّنت الوثائق العديد من الصور التي لم تُنشر من قبل، منها صورة تُظهر كلينتون مسترخيا في حمّام ساخن مع شخص مموه الوجه. وسرعان ما شارك مقرّبون من ترامب هذه الصورة. وظهرت في الصور شخصيات أخرى من عالم السياسة والأعمال والسينما والموسيقى. ومن بين المشاهير المعنيين، مايكل جاكسون وديانا روس وميك جاغر كلّهم إلى جانب كلينتون. وتورّط العديد من المشاهير الأميركيين والأجانب في قضية إبستين، التي تم الكشف عنها في العام 2019، من بينهم أندرو شقيق الملك تشارلز الثالث، الذي وجهت إحدى الضحايا اتهامات إليه، لكنّه يشدد على براءته. والجمعة، نُشرت صور لم تسبق رؤيتها لغلين ماكسويل شريكة إبستين السابقة مستلقية مع الأمير السابق أندرو على أقدام خمسة أشخاص. اقرأ أيضاترامب وكلينتون يظهران في مجموعة جديدة من صور إبستين نشرها نواب ديمقراطيون وتقضي ماكسويل البالغة 63 عاما عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة استقطاب فتيات قاصرات لصالح إبستين. ورغم أنّ وفاته اعتُبرت انتحارا، إلا أنّها لا تزال تغذّي عددا كبيرا من نظريات المؤامرة التي تقول إنه قُتل لمنعه من توريط النخب. وبعدما تعهد خلال حملته الانتخابية بنشر الملف بكامله، تراجع دونالد ترامب (79 عاما) عن موقفه، واصفا الأمر بأنه "خدعة" دبرها الديموقراطيون. لكنه في النهاية رضخ لضغوط الكونغرس وقاعدته الانتخابية ووقع قانون الشفافية ليصبح نافذا في تشرين الثاني/نوفمبر. وردا على سؤال الجمعة، رفض الملياردير النيويوركي الذي نادرا ما ظهر اسمه في الملفات المنشورة، التعليق فرانس24/ أ ف ب
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




