Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...
11 دقائق

طوابير طويلة ومحطات مغلقة.. أزمة البنزين تتجدد في مدن ليبية

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025
طوابير طويلة ومحطات مغلقة.. أزمة البنزين تتجدد في مدن ليبية

يعيش الليبيون معاناة شبه يومية من أجل التزود بالبنزين، حيث يضطرون للانتظار في طوابير طويلة أمام المحطات مع تجدد أزمة نقص الوقود وإغلاق العديد من المحطات بسبب غياب الإمدادات.

وفي حديث لـ"الشرق"، يقول سالم محمد من أمام محطة وقود: "الحقيقة أن البنزين سبب لنا أزمة في البلاد، جعلت الناس غير قادرين على الذهاب للعمل، وسببت لهم أعطالاً كثيرة جداً، نتمنى من الدولة أن تضع حلاً في أسرع وقت، وأعتقد أن سبب الأزمة تهريب الوقود لخارج البلاد".

سيناريو متكرر

ويقول مواطنون إن الأزمة ليست جديدة على الشارع الليبي، إذ تتكرر بين الحين والآخر رغم تأكيدات الجهات الرسمية بتوفر مخزون كافٍ من البنزين.

ويرجع ليث السباعي سبب الأزمة إلى ما وصفه بـ"نوع من الخوف عند الشعب، يجعله ينطلق في طوابير بمجرد أن يسمع أي حديث أو شائعات عن احتمال وجود أزمة، سواء في المصارف أو البنزين"، لكنه مع ذلك يتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها خلال يومين أو ثلاثة.

ويٌحمِّل أصحاب محطات وقود الجهات الحكومية مسؤولية أزمة البنزين، بسبب ما وصفوه بعدم انتظام أو كفاية الحصة التي يتم توزيعها عليهم، والمقدرة بثلاثين ألف لتر يومياً لتلبية الطلب المتزايد.

وقال علي الشاوش، وهو صاحب محطة وقود، لـ"الشرق": "سبب الازدحام وسبب أزمة تراكم السيارات أمام المحطات هو أن بعض المحطات تضطر للإغلاق بسبب نقص السعة اليومية المفترض استلامها".

وأضاف: "نتسلم 30 ألف لتر (بنزين) في اليوم، ولو لم تصل سنغلق المحطة غداً".

"شحنات إضافية"

من جهتها، أعلنت شركة البريقة لتسويق النفط استمرار عمليات تفريغ وتوزيع مشتقات النفط على مدار الساعة ودون توقف، مشيرة إلى تنفيذ خطة عاجلة بالتعاون مع الجهات المعنية لإنهاء حالة الازدحام.

وشركة البريقة هي المسؤول الأول عن توريد المحروقات كالبنزين والغاز للجهات العامة وكيانات التوزيع، وتتبع مؤسسة النفط الليبية ويقع مقرها الرئيسي في طرابلس، كما تملك 12 مستودعاً لتخزين المشتقات النفطية وتوزيعها في العديد من المدن الليبية.

وفي حديث لـ "الشرق"، قال عبدالله فضيل، مدير إدارة توزيع المنطقة الوسطى بالشركة: "لا يمكننا أن نقدّر إن كانت هناك أزمة أم لا، هذه عملية يتحكم فيها وصول ناقلات النفط أو تأخرها، هذا موضوع خارج سيطرة شركة البريقة، فعملنا يقتصر على أنه عند وصول الناقلة يتم تخزين الشحنة في مستودعات شركة البريقة وتوزيعها على شركات التوزيع ومحطات الوقود".

وشرح فضيل الآلية التي تتبعها الشركة في توزيع الوقود قائلاً: "يتم استقبال ناقلات النفط في الموانئ وتفريغها في مستودع مصراتة النفطي، ومن ثم يتم تحديد الكميات لشركات التوزيع ومحطات التوزيع، ويتم التوزيع بشكل يومي وتحديد أرصدة يومية على حسب جدول مواعيد الناقلات الأخرى".

وقالت الشركة في بيانها، الصادر يوم الخميس الماضي، إنها أفرغت شحنات إضافية لضمان استقرار الإمدادات، مشيرة إلى استمرار عمليات التوزيع المنتظمة من مستودعات طرابلس والزاوية ومصراتة لضمان وصول الوقود إلى جميع المحطات في مختلف أنحاء البلاد.

"أكبر احتياطي في إفريقيا"

وتقول منظمة الطاقة الدولية إن ليبيا تملك أكبر احتياطي للنفط في إفريقيا بنحو 48 مليار برميل، وهو ما يمثل 41% من احتياطيات النفط في القارة السمراء.

ويقع حوالي 95% من احتياطيات ليبيا النفطية المستشكفة في حوض سرت في الشمال الشرقي وحوض مرزق في الجنوب الغربي.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، في يوليو، أن معدل إنتاج النفط الخام بلغ نحو 1.4 مليون برميل يومياً، وهو أقل مما كانت تنتجه ليبيا في عام 2011 والمقدر بحوالي 1.7 مليون برميل يومياً.

ويعزو مراقبون السبب وراء تراجع إنتاج ليبيا من النفط خلال الأربعة عشر عاماً الماضية، إلى الصراعات الداخلية والانقسام السياسي، حيث تخضع البلاد حالياً لحكومتين في الشرق والغرب، إضافة إلى انتشار عمليات تهريب الوقود عبر الحدود خلال تلك السنوات.

Loading ads...

وذكر تقرير لفريق خبراء تابع للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول 2023، أن الدولة الليبية تتكبد خسائر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً بسبب عمليات تهريب الوقود في مناطق كثيرة بشرق ليبيا وغربها.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه