غضب في واشنطن.. إنتل تجرب أدوات من شركة مرتبط بوحدات مُعاقبة أميركيًا

تواجه شركة «إنتل» تحديات متزايدة بعدما كشف مصادر مطلعة لرويترز أنها اختبرت هذا العام أدوات تصنيع شرائح من شركة ذات جذور عميقة في الصين ووحدات تابعة خاضعة للعقوبات الأمريكية. في خطوة أثارت مخاوف الأمن القومي وفتحت باباً واسعاً للجدل داخل واشنطن.
كما جاءت الأدوات من «إيه سي إم ريسيرش» «ACM»، الشركة الأمريكية التي تنتج معدات تصنيع الرقائق. رغم أن اثنتين من وحداتها الخارجية في الصين وكوريا الجنوبية منعتا العام الماضي من الحصول على التكنولوجيا الأمريكية وسط اتهامات بدعم جهود بكين العسكرية في التكنولوجيا المتقدمة. الشركة نفت هذه الاتهامات.
صدام صناعي أو تخريب خفي
كما أن الأدوات التي اختُبرت هي من نوع «السوائل النقالة» المستخدمة في إزالة المواد من رقاقات السيليكون. وتمّت تجربتها لاحتمال إدراجها في أكثر عمليات إنتل تقدمًا، وهي عملية «14A» المقرر إطلاقها تجريبيًا في 2027.
كذلك قالت «إيه سي إم» إنها لا تستطيع التعليق على تعاملات محددة. لكنها أكدت أن فرقها الأمريكية سلمت بالفعل أدوات عدّة لعملاء محليين. بعضها اجتاز معايير الأداء.
غير أن مجرد تفكير الشركة، المدعومة جزئيًا من الحكومة الأمريكية، في إدخال أدوات من شركة ذات وحدات معاقبة. اعتبر أمرًا مقلقًا للغاية لمن يعرفون داخل واشنطن بـ«الصقور المناهضين للصين».
كما حذر هؤلاء من احتمال نقل معرفة تكنولوجية حساسة إلى الصين. وإزاحة موردين غربيين موثوقين لصالح شركات مرتبطة ببكين، إضافة إلى مخاطر «التخريب الخفي».
ترامب يخفف القيود
كذلك تأتي هذه التطورات في وقت خفف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معظم السياسات المتشددة السابقة تجاه صادرات الشرائح إلى الصين. ومنح، الإثنين الماضي، الضوء الأخضر لشركة «إنفيديا» لبيع ثاني أكثر رقائقها تقدمًا للذكاء الاصطناعي داخل السوق الصينية.
لكن أعضاء الكونجرس من الحزبين أعادوا في أغسطس طرح مشروع قانون يمنع شركات حصلت على دعم حكومي أمريكي بمليارات الدولارات من استخدام معدات صينية في توسعاتها.
كذلك قال كريس ماجواير؛ المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إن اختبارات إنتل «تكشف ثغرات كارثية في منظومة حماية التكنولوجيا الأمريكية».
كما أضاف: «الأدوات الصينية يمكن التلاعب بها عن بُعد، ما قد يعطّل إنتاج الشرائح الأميركية في أي وقت».
أما «إيه سي إم» فقالت إنها لا تشكل تهديدًا للأمن القومي، مؤكدة أن عملياتها الأمريكية «معزولة تمامًا» عن الوحدة الصينية المعاقبة. وأن حماية أسرار العملاء «أولوية قصوى».
جذور عميقة في الصين
تأسست «إيه سي إم ريسيرش» عام 1998 على يد ديفيد وانج. الذي يملك أكثر من 57% من حقوق التصويت. ومع كون مقر الشركة في كاليفورنيا، إلا أن معظم أبحاثها وتطويرها تتم في شنغهاي منذ 2006.
كما تتعامل الشركة مع عدد من الشركات الصينية الخاضعة للعقوبات. بينها «YMTC» و«CXMT» و«SMIC»، التي تمثل وحدها %14 من مبيعات الشركة.
وجود لافت قرب إنتل
كذلك في 2023، افتتحت «إيه سي إم» منشأة جديدة في هيلزبورو بولاية أوريغون، على بُعد نحو ميل واحد فقط من مختبرات إنتل البحثية. في خطوة فسرها تقرير من «كيرسديل كابيتال» بأنها جزء من «تعميق العلاقة» مع إنتل.
وقالت الشركة في تقاريرها إنها تعمل على تطوير قدراتها محليًا لتمكين إنتل من اختبار الأدوات وتشغيل الرقاقات مباشرة على معداتها داخل الولايات المتحدة.
التقدم الصيني اللافت
ورغم أن حصة «إيه سي إم» عالميًا لا تتجاوز %8 في سوق معدات تنظيف الرقائق، إلا أن الصين تواصل منذ 2015 ضخ استثمارات ضخمة لبناء صناعة رقائق وطنية تنافس الشركات الأمريكية.
وفي نهاية المطاف ووفق لجنة مجلس النواب الخاصة بالصين. فقد وصلت الشركات الصينية إلى مكاسب ملحوظة في الحصة السوقية. كما أن أدوات الشركات الصينية —ومنها «إيه سي إم»— أرخص بـ %20 إلى %30 من أدوات منافسيها الأمريكيين الرئيسيين مثل «أبلايد ماتيريالز» و«لام».
المصدر: رويترز
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





