اعتذار علني من سلوم حداد لفناني مصر بعد تصريحه عن إتقان اللغة العربية

اهتز الوسط الفني العربي مؤخرًا على وقع تصريحات أعاد تداولها بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للفنان السوري سلّوم حدّاد، حول مستوى إتقان الفنانين المصريين للغة العربية الفصحى.

الحدث ألقى بظلاله على الرأي العام الفني، وأثار ردود فعل متباينة بين النقاد والجمهور والفنانين المصريين أنفسهم.

جدل تصريح الفصحى لسلوم حداد

خلال ندوة حملت عنوان "صورة الشاعر في الدراما العربية"، أشار حدّاد إلى أن عدداً قليلاً من الفنانين المصريين قادرون على التعبير بالفصحى بدقة، مبرزًا الراحلين نور الشريف وعبد الله غيث كمثالين نادرين على إتقان اللغة العربية.

هذا التصريح أعاد إلى الواجهة جدلاً قديمًا حول مستوى الفصحى في الدراما المصرية، وأثار انتقادات حادة على منصات التواصل.

ردود الفنانين المصريين

لم تتأخر ردود الفعل المصرية، حيث تدخل نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي للرد بأسلوب راقٍ، مستشهداً ببيت شعر للشاعر المتوكّل الليثي: "يا أيّها الرجل المعلّم غيرَهُ، هلّا لنفسِكَ كان ذا التعليم".

كما شارك عدد من الفنانين المصريين في الرد، على رأسهم محمد علي رزق، الذي أبرز أن هناك الكثير من الفنانين المبدعين الذين يتقنون الفصحى، مثل الأعمال المسرحية التي قدمها الدكتور يحيى الفخراني، وأعمال الدوبلاج التي أجادها الشباب المصريون، مؤكدًا أن الأداء باللغة الفصحى حاضر في كافة مستويات المشهد الفني المحلي.

المخرج حسني صالح أضاف بدوره: "مصر منبع الفن واللغة، وكل ممثليها المتدرّبين أفضل من أي نقد سطحي، التواضع واجب، والغُرور لا مكان له".

الاعتذار العلني من حدّاد

بعد ساعات من الجدل، أصدر سلّوم حدّاد بيان اعتذار رسمي، أكد فيه أنه لم يقصد الإساءة أو التقليل من شأن المصريين، وأن ما نُسب إليه في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس موقفه الحقيقي.

وأكد حدّاد على احترامه الكبير للفنانين المصريين، مشيرًا إلى أنهم روّاد الفن، ومعلمون لأجيال متعددة سواء في المسرح أو التلفزيون، وأكد أن الاعتذار كان من القلب.

كما أعرب الفنان السوري عن إعجابه بمسلسل "الحشّاشين" الذي أُنتج عام 2024، مبينًا أن الأداء باللهجة العامية لم يؤثر على وصول العمل إلى الجمهور العربي، بفضل المخرج بيتر ميمي الذي نجح في إيصال الرسالة الفنية.

من ناحيته أكد الدكتور أشرف زكي نقيب الفنانين المصري أن النقابة قبلت اعتذار حدّاد بعد تقديمه واعترافه بأن التصريح قديم، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الفنانين السوريين والمصريين متجذرة منذ عقود، وأن مثل هذه الأمور لا تسيء للتاريخ الفني المشترك بين البلدين.

مسيرة فنية طويلة لحدّاد

يُعد سلّوم حدّاد واحدًا من أبرز نجوم الدراما السورية والعربية، حيث بدأت مسيرته الفنية في منتصف السبعينيات بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وانضم إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1980.

شارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية تركت بصمة واضحة، منها "سيوف العرب"، "خريف عمر"، "العربجي"، "جوقة عزيزة"، "عندما تشيخ الذئاب"، "وثيقة شرف"، و"ولاد البلد".

وعرف حدّاد بقدرته على التنقل بين الشخصيات التاريخية والاجتماعية والدرامية، ولقّب بـ"فارس الدراما التاريخية" لدوره في المسلسلات التاريخية، فضلاً عن حضوره في الأعمال الاجتماعية المعاصرة التي تناولت قضايا المجتمع العربي، ما أكسبه احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.