ملف "سوريا الواحدة" مقسم دوليا وإقليما.. هل تلتقي المصالح قبل نهاية العام؟
يطل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على دمشق من قمة جبل قاسيون للمرة الثانية، بعد عام على زيارته الأولى التي جاءت عقب إسقاط نظام الأسد، فيدان أشار إلى أن زيارته الحالية إلى دمشق جاءت في اليوم نفسه من زيارته إليها العام الماضي، معربا عن شعوره بالفخر بالوقوف إلى جانب سوريا في عامها الأول من التحرير. ولكن الفرق بين اليوم وبين مثيله من العام الماضي أن الملفات الساخنة قد تشتعل في أي لحظة، من الجنوب إلى الشمال إلى غربي وشرقي سوريا، أو قد يبردها "صقيع موسكو"، فعقب الزياة المفاجئة لـ فيدان وبرفقته وزير الدفاع يشار غولر ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، انطلق الشيباني إلى روسيا في زيارة مفاجئة أيضا برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة.
ملف "سوريا الواحدة" مقسم دوليا وإقليميا
الشيباني وأبو قصرة التقيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد على وحدة الأراضي السورية، مشدد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها الكاملة، ورفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد أو المساس بقرارها الوطني المستقل.
كما جدد بوتين موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، معتبراً إياها تهديداً مباشراً للاستقرار والأمن في المنطقة.
وفي العناوين العامة، تناول الوفد السوري، خلال الاجتماع مع بوتين، مختلف القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مع تركيز خاص على التعاون الاستراتيجي في مجال الصناعات العسكرية، بما يعزز قدرات الجيش السوري الدفاعية، ويواكب التطورات الحديثة في الصناعات العسكرية، ولا سيما في مجالات تحديث العتاد العسكري، ونقل الخبرات الفنية والتقنية، والتعاون في مجالات البحث والتطوير..إلخ.
وكانت تركيا قد جددت تأكيدها على مبدأ "سوريا واحدة وجيش واحد"، و شدد فيدان خلال لقائه الشيباني، على أن "قسد" ليس لديها نية لإحراز تقدم كبير في محادثات الاندماج بالمؤسسات السورية. وأضاف أن تنسيق "قسد" مع إسرائيل يشكل عائقا كبيرا في المباحثات بين التنظيم ودمشق. وأشار إلى ضرورة وأهمية اندماج "قسد" مع الحكومة السورية عبر نهج قائم على الحوار والتوافق، وتوقفه عن "تشكيل عائق أمام تحقيق استقرار سوريا ووحدتها وازدهارها". الوزير التركي شدد أيضا على أهمية مكافحة تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن سوريا باتت عضوا في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأنها تبذل جهودا كبيرة في هذا الإطار. وكانت واشنطن بوست قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن الهدف من دعم تل أبيل لـ "قسد" والهجري هو "إضعاف التماسك الوطني" لسوريا، مما يعقد جهود الرئيس أحمد الشرع لتوحيد البلاد بعد الحرب.
"قسد تبحث عن حليف"
التصريحات والزيارات هذه تتزامن مع قرب انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار الموقع بين مظلوم عبدي والرئيس الشرع، وتتزامن أيضا مع كشف صحيفة واشنطن بوست عن دور تل أبيب في تخريب وضرب أي محاولة للاستقرار في سوريا، وقالت الصحيفة إن المروحيات الإسرائيلية بدأت بالوصول إلى جنوب سوريا تحت جنح الظلام في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024، أي بعد تسعة أيام فقط من الإطاحة بالأسد، بالتنسيق مع الشيخ حكمت الهجري، الذي طرح لاحقا خريطة لدولة "درزية" تمتد حتى الحدود مع العراق. وكشفت الصحيفة عن دور "قسد" في تحويل الأموال لميليشيات الهجري وتدريب عناصرها أيضا.
لم تخرج إيران أيضا من المشهد السوري رغم طردها وميليشياتها من الأراضي السورية، إلا أنها مازالت تملك خيوط لتحريك أدواتها، وكان موقع تلفزيون سوريا قد حصل على معلومات خاصة تفيد بأن وفداً من "قسد"، برئاسة مدير جهاز مخابراتها، زار بيروت خلال شهر تشرين الثاني الماضي، وعقد سلسلة لقاءات أمنية، من بينها اجتماعات مع مسؤولين في جهاز الأمن العام اللبناني المقرب من حزب الله.
تبحث "قسد" عن حليف، رغم أن المعطيات تشير إلى أن واشنطن لن ترمي ورقة "قسد" التي تعتبرها ذراعا لمحاربة "داعش"، حيث يعمل المبعوث الأميركي توم براك على مهل لإتمام هذا "الزواج" على حد وصفه.
ما مدى النفوذ الروسي في سوريا؟
زيارة الشيباني وأبو قصرة لموسكو ليست الأولى، وكان قد سبقها زيارة للرئيس الشرع في تشرين الأول الماضي، فما الذي تملكه موسكو وما مدى نفوذها في سوريا؟
تملك موسكو صلات جيدة مع "قسد" وكانت تسيّر دوريات في مرحلة سابقة مع الجيش التركي شمال شرقي سوريا، كما لعبت دور "ضابط" جنوبي البلاد، وهو دور تجدد الحديث عنه لضبط ووقف الاعتداءات الإسرائيلية جنوبي سوريا، إضافة إلى قواعد موسكو العسكرية في الساحل السوري، الذي شهد أكبر عملية تمرد عسكري قادها "فلول" النظام المخلوع.
وكان معهد واشنطن لدراسات قد حذر سابقا من أن "روسيا تحتفظ بقاعدتين عسكريتين في سوريا، بما فيها قاعدتها البحرية الاستراتيجية في طرطوس على المتوسط، لذا رغبتها وقدرتها على التأثير على دمشق لن تتبخر بسهولة لمجرد تغيّر النظام".
وبناءً على المصالح المشتركة في قضايا إعادة بناء القدرة الدفاعية للجيش السوري والقاعدة الروسية في طرطوس واستيراد القمح والنفط من روسيا أعلن الشيباني اليوم أن العلاقات الروسية السورية تدخل عهدا جديدا تدخل عهداً جديداً، مبنياً على الاحترام المتبادل.
تأكيد تركيا وروسيا وغيرها من دول الإقليم والمنطقة على "سوريا الواحدة" أو "وحدة الأراضي السورية" يمكن قراءته معكوسا، ليدل على مدى تشتت هذا الملف وربما تضخم عقدة حله.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً




