Published On 23/12/2025|آخر تحديث: 11:27 (توقيت مكة)تكشف دراسة جديدة أن مؤشرات تحمض المحيطات الرئيسية قد دخلت بالفعل منطقة الخطر على الحياة البحرية منذ عام 2020، مع تغيرات حادة بشكل خاص في الطبقة العليا من المياه التي يصل عمقها إلى نحو 200 متر.وأشارت الدراسة إلى أن هذا الحد يمثل جزءا، مما يسميه العلماء "مساحة العمل الآمنة" لكوكب الأرض، الذي يعني تجاوزه زيادة خطر تعرض النظم البيئية للمحيطات، والأشخاص الذين يعتمدون عليها، لأضرار يصعب إصلاحها، أو ما تسمى نقاط التحول في الحدود الكوكبية.وفي عام 2009، اقترح العلماء فكرة الحدود الكوكبية، وهي إطار علمي يحدد 9 عمليات رئيسية في نظام الأرض، وتشمل تغير المناخ، أو التحول طويل الأمد في درجة حرارة الأرض وأنماط الطقس، وسلامة المحيط الحيوي (الصحة العامة ووظائف ومرونة النظم الحية على الأرض)، وتغير نظام الأراضي جراء الأنشطة البشرية مثل الزراعة.كما تشمل أيضا مدى توفر المياه العذبة، والتدفقات البيوكيميائية، والكيانات الجديدة (مثل المواد الكيميائية الاصطناعية أو جسيمات البلاستيك)، واستنزاف طبقة الأوزون، وتحميل الهباء الجوي (تلوث الهواء)، وتحمض المحيطات.ووجد التحليل أنه بحلول عام 2020، كانت كيمياء المحيطات قد تجاوزت بالفعل نطاق الحدود الآمنة، إذ إن 40% من المياه السطحية و60% من المياه حتى عمق 198 مترا باتت تقع بالفعل خارج هذه الحدود.تدمير الموائلويستخدم العلماء مصطلح تحمض المحيطات، للإشارة إلى الانخفاض طويل المدى في درجة حموضة مياه البحر الناتج بشكل رئيسي عن الحرارة الزائدة بفعل امتصاص ثاني أكسيد الكربون، حيث يستوعب المحيط حصة كبيرة من انبعاثات الكربون البشرية، وبذلك يتغير تركيبه الكيميائي.وتكتسب هذه التحولات الكيميائية أهمية بالغة بسبب تأثيرها على الكائنات البحرية، التي تبني أجزاء صلبة من كربونات الكالسيوم، وترتكز عليها عديد من الشبكات الغذائية البحرية، ومع ازدياد حموضة المحيط تتقلص الموائل المناسبة لهذه الكائنات البانية ويتجزأ. إعلان ووجدت الدراسة أن الموائل الكيميائية المناسبة للشعاب المرجانية في المياه الدافئة، قد انخفضت بالفعل بنحو 43% في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهو ما يعني مساحة أقل لملايين الأنواع التي تستخدم الشعاب المرجانية كموئل أو حضانة أو أرض صيد.أما في المياه القطبية، فتتعرض الرخويات الصغيرة التي تحمل أصدافًا هشة من الأراغونيت، بشكل خاص لظروف التآكل. وأشار إلى أن موطنها المناسب قد انخفض بنسبة تصل إلى 61%، مما يثير مخاوف بشأن الشبكات الغذائية القطبية التي تعتمد عليها كفريسة.كما تُظهر الرخويات ثنائية الصدفة الساحلية، مثل المحار وبلح البحر، انكماشًا أصغر ولكنه مثير للقلق، مع فقدان نحو 13% من الموائل المناسبة في المناطق الساحلية التي تعاني من الإجهاد الكيميائي.وتشير مراجعة أوسع لتأثيرات تحمض المحيطات إلى أن مصائد المحار وتربية الأحياء المائية من بين الصناعات الأكثر عرضة للخطر، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الوظائف الساحلية والأمن الغذائي.وفي عديد من المناطق، تتعامل الأنواع بالفعل مع درجات حرارة أعلى، وأكسجين أقل، ومياه أكثر حمضية في الوقت نفسه، مما قد يجعل حدود البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة بكثير مما قد يوحي به أي ضغط منفرد.وتؤكد الدراسة أن المحيط يتحرك بهدوء خارج المنطقة الآمنة حتى في الأماكن التي لا يزال سطحه يبدو أزرق وهادئا. وتشير إلى أن الحفاظ على النظم البيئية البحرية فعالة، وعلى خدمات الغذاء والمناخ التي توفرها، سيتطلب التعامل مع هذا الخطر الكيميائي في الماء بجدية مماثلة لأهداف درجة الحرارة في الهواء.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





