دراسة تحذّر من ارتفاع معدلات سرطان الثدي لدى الشابات
دراسة تحذّر من ارتفاع معدلات سرطان الثدي لدى الشابات
كشَفت دراسة حديثة أُعلن عنها في أحد المؤتمرات العلمية المتخصصة في الأشعة عن أرقام مقلقة تتعلق بانتشار سرطان الثدي لدى الشابات، ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مدى كفاية سياسات الفحص الحالية المعتمِدة على العمر فقط. وتشير النتائج إلى أن سرطان الثدي لدى الشابات لم يعد حالة نادرة كما كان يُعتقد سابقًا، بل أصبح واقعًا صحيًا يستدعي الانتباه والتعامل المبكر معه، خاصة مع ظهور أنماط أكثر عدوانية من المرض في هذه الفئة العمرية.
سرطان الثدي لدى الشابات ونتائج الدراسة بالأرقام
اعتمَدت هذه الدراسة على تحليل بيانات جُمعت من سبعة مراكز طبية خارجية على مدى 11 عامًا، وركّزت على النساء اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 18 و49 عامًا.
قبل استعراض الأرقام، من المهم توضيح أن هذه النتائج تعكس واقع الممارسة الطبية اليومية وليس تجارب مخبرية محدودة، ما يزيد من أهميتها.
تم تشخيص 1799 حالة سرطان ثدي لدى 1290 امرأة.
تراوح متوسط العمر عند التشخيص بين 23 و49 عامًا.
شكّلت النساء دون الخمسين ما بين 20% و25% من إجمالي الحالات المشخّصة سنويًا.
مثّل سرطان الثدي لدى الشابات نحو ربع حالات سرطان الثدي المكتشَفة كل عام.
هذه الأرقام تؤكد أن سرطان الثدي لدى الشابات يمثل عبئًا صحيًا ثابتًا وليس ظاهرة عابرة.
طبيعة الأورام المكتشفة
تُظهر الدراسة أن نوعية السرطان المكتشَف لدى النساء الأصغر سنًا غالبًا ما تكون أكثر خطورة. ولتوضيح الصورة بشكل مبسَّط، قام الباحثون بتحليل الخصائص البيولوجية للأورام.
أكثر من 80% من الحالات كانت من النوع الغازي (Invasive Cancer)، أي القادر على الانتشار خارج نسيج الثدي.
نحو 19% كانت حالات غير غازية (Non-Invasive Cancer).
لوحظ انتشار أنواع عدوانية مثل السرطان ثلاثي السلبية (Triple-Negative Breast Cancer)، وهو نوع لا يستجيب للعلاج الهرموني التقليدي.
وهذا يعني أن سرطان الثدي لدى الشابات لا يقتصر فقط على عدد الحالات، بل يمتد إلى شدة المرض وصعوبة علاجه.
كيف تم اكتشاف الحالات؟
تنوّعت طرق اكتشاف المرض بين الفحص الروتيني والتشخيص بعد ظهور الأعراض.
لفهم ذلك بشكل أبسط، تم تقسيم الحالات حسب طريقة الاكتشاف:
41% من الحالات اكتُشِفت عبر الفحص الإشعاعي المبكر (Screening Mammography).
59% تم تشخيصها بعد فحوص تشخيصية بسبب وجود أعراض (Diagnostic Imaging).
هذا يسلّط الضوء على أهمية رفع الوعي حول سرطان الثدي لدى الشابات وعدم انتظار ظهور الأعراض.
لماذا تثير هذه النتائج القلق؟
تكمن خطورة النتائج في ثبات الأرقام على مدار سنوات الدراسة، رغم تغيّر أعداد المراجَعات الطبية.
بمعنى أوضح:
لم ينخفض عدد الحالات مع مرور الوقت.
استمر سرطان الثدي لدى الشابات بالظهور بنفس الوتيرة تقريبًا.
الفئة العمرية الأصغر من 40 عامًا أظهَرت أورامًا أكثر عدوانية.
هذه المعطيات تتحدى فكرة أن العمر وحده كافٍ لتحديد خطر الإصابة بـ سرطان الثدي لدى الشابات.
الحاجة إلى إعادة تقويم سياسات الفحص
تشير توصيات هيئات صحية موثوقة، مثل الجمعيات المعنية بالسرطان، إلى أن الفحص الدوري يبدأ عادة بعد سن الأربعين للنساء ذوات الخطورة المتوسطة. لكن هذه الدراسة، مدعومة باتجاهات دولية حديثة، تدفع نحو التفكير في تقويم عوامل الخطورة الفردية (Risk Assessment) في سن أبكر. ومن العوامل التي تزيد خطر سرطان الثدي لدى الشابات:
التاريخ العائلي القوي.
الطفرات الجينية (Genetic Mutations).
الانتماء إلى بعض الفئات العِرقية ذات الخطورة الأعلى.
نهايةً، تؤكد هذه الدراسة أن سرطان الثدي لدى الشابات حقيقة طبية لا يمكن تجاهلها، وأن الاعتماد على العمر وحده لتحديد مَن التي تستحق الفحص قد يؤدي إلى تأخر التشخيص. إن تعزيز الوعي، وإجراء تقويم مبكر لعوامل الخطورة، واعتماد فحص مخصص لبعض النساء في سن أصغر، قد يساهم في اكتشاف سرطان الثدي لدى الشابات في مراحله الأولى وتحسين فرص العلاج والنجاة. وفي ظل ثبات هذه الأرقام، يصبح التحرك المبكر ضرورة صحية لا خيارًا.
آخر تعديل بتاريخ
18 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
