هل اقترب موعد طرح العملة الجديدة؟.. الحصرية يكشف خارطة طريق "المركزي السوري"

في وقت تتصاعد فيه التكهنات والأنباء غير المؤكدة حول مستقبل العملة الوطنية، خرج حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية بتصريحات رسمية حاول من خلالها ضبط إيقاع الجدل الدائر، مؤكدًا أن ترتيبات تغيير العملة تسير وفق الخطط الموضوعة مسبقًا وبوتيرة منتظمة، ومن دون تسجيل أي تأخير عن الجدول الزمني المحدد.

وأوضح أن هذه العملية تُدار بتنسيق مباشر بين جميع الجهات المعنية، في إطار مؤسسي يراعي الجوانب الفنية والاقتصادية والإجرائية، بما يضمن تنفيذها بسلاسة ويحدّ من أي ارتدادات محتملة على السوق أو على حياة المواطنين اليومية.

تحذير من الشائعات

شدد الحصرية على أن مصرف سوريا المركزي يتعامل مع ملف تغيير العملة بدرجة عالية من الحساسية والمسؤولية، نظرًا لارتباطه المباشر بالاستقرار النقدي والثقة العامة، لافتًا إلى أن أي خطوة أو إجراء في هذا السياق لن يُعلن عنه إلا عبر القنوات الرسمية المعتمدة.

وأكد أن المصرف سيحرص على إطلاع الرأي العام على جميع التفاصيل في حينها، من خلال مؤتمر صحفي رسمي تُعرض فيه المعطيات بشفافية ووضوح، بما يقطع الطريق أمام الإشاعات ويمنع استغلال حالة الترقب السائدة في الأسواق.

وفي هذا الإطار، نفى حاكم المصرف صحة المعلومات المتداولة على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والمنسوبة إلى مصادر غير رسمية، واصفًا إياها بغير الدقيقة ولا تعكس الواقع الفعلي لمسار العمل، داعيًا المواطنين ووسائل الإعلام إلى الاعتماد حصريًا على البيانات الصادرة عن مصرف سوريا المركزي، ومحذرًا من أن تداول الأخبار غير الموثوقة قد يسهم في خلق بلبلة غير مبررة، ويؤثر سلبًا على الاستقرار النقدي والسلوكي في السوق.

أهداف اقتصادية تتجاوز البعد الشكلي

أشار الحصرية إلى أن الهدف المركزي من عملية تغيير العملة لا يقتصر على البعد الشكلي أو الفني، بل يتجاوز ذلك إلى تحقيق أثر إيجابي أوسع على الاقتصاد الوطني، من خلال تحسين كفاءة التداول النقدي، وتسهيل المعاملات اليومية، وتعزيز ثقة المواطنين والمستثمرين وقطاع الأعمال بالعملة الوطنية.

يعمل المصرف على ضمان أن تتم عملية التبديل بسلاسة ومن دون تعقيدات إجرائية، مع مراعاة حماية حقوق المودعين والمتعاملين، والحد من أي أعباء إضافية قد تترتب على المواطنين.

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية

وكان مصرف سوريا المركزي قد أكد في بيانات سابقة أنه لم يُحدد حتى الآن أي موعد رسمي لطرح العملة الوطنية الجديدة، مشددًا على أن الإعلان عن التفاصيل سيتم في الوقت المناسب بعد استكمال جميع التحضيرات الفنية والإجرائية اللازمة.

تفاصيل العملة المرتقبة وخيارات التصميم

يأتي هذا التأكيد في ظل حالة ترقب واسعة، تغذيها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتراجع القوة الشرائية، وتزايد الآمال بأن يشكل الإصدار النقدي الجديد خطوة باتجاه ضبط الكتلة النقدية وتحسين الثقة العامة.

وسبق أن صرّح حاكم المصرف، في آب/ أغسطس الماضي، بأن المصرف المركزي وصل إلى مراحل متقدمة في إعداد خطة لإصدار عملة نقدية سورية جديدة، موضحًا أنها ستتضمن ست فئات.

وستتميّز بتصميم خالٍ من الصور والرموز، بما يعزز وضوحها وسهولة التحقق منها، ويتماشى مع التوجهات العالمية الحديثة التي تميل إلى التصاميم البسيطة والمجرّدة، بهدف الحد من عمليات التزوير وتحسين الخصائص الأمنية للعملة.

ضجيج التوقيت وتسريبات غير مؤكدة

في المقابل، تشهد الساحة السورية خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الأحاديث والتكهنات حول قرب طرح العملة الجديدة، وسط تداول واسع لمواعيد وتفاصيل غير مؤكدة، حيث ذهبت بعض تلك التكهنات إلى ترجيح اقتراب موعد الإصدار، مشيرة إلى أن اليوم الثالث من العام المقبل قد يكون موعدًا لطرح العملة في الأسواق، مستندة إلى معلومات متداولة عن ترتيبات مصرفية داخلية.

بحسب ما يتم تداوله، فإن المصارف السورية قد تتوقف عن العمل مؤقتًا في السابع والعشرين من كانون الأول الجاري، في خطوة تمهيدية لعملية الطرح، على أن تستأنف نشاطها في الثاني من كانون الثاني المقبل، ليبدأ بعدها تداول العملة الجديدة في الثالث من الشهر نفسه.

غير أن هذه المعلومات، على الرغم من انتشارها الواسع، لم تصدر عن أي جهة رسمية معتمدة، ما يعزز موقف المصرف المركزي الداعي إلى عدم التعويل على التسريبات والتكهنات، وانتظار الإعلان الرسمي الذي سيحدد بدقة ملامح المرحلة المقبلة.